دار البلاء وموطن العناء :
معرفة حال الدنيا وأنها دار بلاءٍ وامتحان ، وموطن بلايا وأحزان .
قال تعالى : { لقد خلقنا الإنسان في كبد } البلد :4
فهو في مكابدة ومجاهدة ، ومغالبة ومجالدة حتى يخرج منها فيرتاح من عنائها إذا حقَّت له رحمة الله ووجبت له مغفرته .
طبعت على كدرٍ وأنت تريدها صفواً من الأكدار والأضرار
ومكلِّف الأيام ضدَّ طباعها متطلب في الماء جذوة نار
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" الدنيا سجن المؤمن وجنَّة الكافر " صحيح مسلم
وأنَّى لمن كان في سجنٍ أن يكون له تمام السعادة وكمال البهجة ؟! وخصوصاً من كان أسير هواه ، سجين شهواته ، حبيس نزواته !
" كان سهل الصعلوكي الفقيه الخراساني الحنفي ممن جمع رئاسة الدين والدنيا ، خرج عليه يوماً وهو في موكبه في مسخن حمام يهوديٌّ في أطمار سجم من خانه ، فقال : ألستم تروون عن نبيكم ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ؟ وأنا عبد كافر وترى حالي ، وأنت مؤمن وترى حالك ، فقال له على البديهة : إذا أنت صرت غداً إلى عذاب الله كانت هذه جنتك ، وإذا صرت أنا إلى نعيم الله ورضوانه ، كان هذا سجني . فعجب الخلق من فهمه وبراعته "
هيَ الدارُ دارُ الأذى والقذى ودارُ الفناءِ ودارُ الغِيَر
فلو نِلتَها بحذافيرها لَـمُتَّ ولم تقضِ منها الوطَر