لتكن حياتك قرآنية في شهر رمضان
أيها الأحبة أن أهمية قراءة القرآن في شهر رمضان ليست مسألة تدخل في التقليد الديني كأي عادة من العادات التي يعتادها الناس لتبدأ مليئة بالحياة في بدايتها ثم تموت بعد ذلك,كالكثير من العادات التي تنطلق من فكرة ثم تتحول الى إن هذا الحث على قراءة القرآن في شهر رمضان يؤكد على ضرورة ان يمتلىء الزمن عندنا بالقرآن بحيث يقرأ صباحاً ومساءً الى ان يتحول عندنا الى حياة تحكيم مفردات الزمن كله,فلايغيب القرآن عن نهارنا وعن ليلنا حتى يضج الزمن كله بالقرآن,وبذلك يدخل كتاب الله المجيد في هذا الموسم الى عقولنا وقلوبنا ومشاعرنا وأحاسيسنا ليمتد الى حياتنا كلها.واذا عرفنا أن الله لايريد لنا أن نقرأ القرآن بطريقة عادية,بل يريد لنا أن نتدبره (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) (النساء82).بان تفتح قلبك للقرآن,والقلب في المصطلح القرآني هو منطقة الوعي الداخلي برمتها والتي تشمل العقل والقلب والشعور والإحساسوأي أن لاتقفل قلبك,بل عليك أن تكسر كل الاقفال التي يمكن أن تحجب عن قلبك ثقافة القرآن وروحانيته وحركيته وامتداداته بحيث تفسيره وذلك عندما يفسره التخلف بطريقته الخاصة,أو عندما تتحرك الأهواء لينطلق كل هوى في توظيف القرآن بكل مايختزنه من خلفيات تقعد بالقرآن بدلا من أن تتحرك به.وقبل أن تقرأ القرآن إفتح عقلك وقلبك وأحاسيسك ومشاعرك.والامام علي (ع) يحدثنا في بعض خطبه عن المتقين فيصفهم بالقول (إذا قرأوا القرآن ومرت بهم آيات النار أحسوا بلهيب النار في وجوههم,وإذا مرت بهم آيات الجنة فكأنهم فيها منعمون).فعلينا أن نعيش القرآن حياة وحركة تدخل في الصميم من حركة الناس ليكون الإنسان قرآنياً,وليكون المجتمع قرآنياً,ولتكون الحياة قرآنية وليدخل القرآن في حياتنا كلها.